هي عظيمة بكيانها الفريد… هي امرأة!
كتبت فرح مرعي في “لبناني. كوم” :
يُقال: المرأة نصف المجتمع، لكن الحقيقة غير ذلك، ففي الواقع هي العامود الفقري للمجتمع، فهي الام التي تربي اجيالا صاعدة تتّسم بالاخلاق الحميدة، وهي المعلمة التي تصنع اجيالا مثقفة لبناء مجتمع متطور ومتقدّم؛ هي الاخت التي تسند أخاها في الافراح والاتراح, وهي الزوجة العاملة التي تعمل داخل المنزل لتامين بيئة سليمة لعائلتها وخارجه لتوفير حياة كريمة لاطفالها.
فالمراة هي نصف المجتمع الذي يشكّل حجرا اساسا لبناء النصف الآخر.
تلعب المراة دورا بارزا في المجتمعات بشكل عام، فهي تبني المحتمع على كافة الاصعدة، فان دورها يتعدى كونها عاملة منزلية ينحصر عالمها بالمطبخ والاطفال والحياة الزوجية، اذ إن لها دورا كبيرا في أسس الرعاية والدعم المجتمعي في العديد من المجالات، حيث أنها تبذل أقصى طاقتها في رعاية الأطفال وكبار السن.
من جهة اخرى، تساهم المرأة بشكل كبير في تطوير الأسس التعليمية المختلفة في دول العالم، عبر التعليم الأساسي المتضمن لقواعد ومفاهيم القراءة والكتابة في المنزل والمؤسسات التعليمية المتنوعة.
كما ان المراة عضو فعال في المجتمع فهي تستطيع ان تكون معلمة للاجيال، طبيبة للمريض، وناشطة اجتماعية تدافع عن حقوق المظلومين والفئات المهمشة.
إن المراة جزء لا يتجزا من المجتمع، من هذا المنطلق يحق لها ان تخوض معترك الحياة السياسية الى جانب الرجل، فالسياسة لا تقل شانا من العمل الاجتماعي لانها تؤثر على الحياة الاجتماعية على كافة الاصعدة; فملامح المراة الانثوية لا تقف عثرة امامها فهي تستطيع ان تكون عضوا بارزا في البرلمان لتمثل الشعب وترفع صوته للمطالبة بحقوقه امام المسؤولين، كما انه يمكن للمراة ان تشارك في الحياة الديبلوماسية حيث تسنطيع ان تتحدث باسم وطنها وترفع رايته عاليا.
لا يقتصر دور المراة في الحياة السياسية على التحدث باسم الشعب بل انه يتخطى ذلك الى مشاركة المراة في الانتخابات النيابية لتتمكن من التعبير عن رايها وبناء شخصيتها بعيدا عن سلطة الرجل المترسخة في الذهنية الشرقية، واتخاذ قراراتها المستقلة لتحقيق استقلاليتها وحريتها.
لماذا “يوم المراة العالمي”؟
يحتفل الناس بيوم المرأة العالمي لإظهار حبهم ودعمهم للمرأة، ويبرزون دورها في المجتمع لما لديها من القوة والعزيمة والجبروت والمثابرة والاجتهاد كونها محارية لابراز قدراتها التي لا تقل قيمة عن قدرات الرجل لتترك بصمة لا تنسى وتضيف الى انجازاتها.
احتفال يوم المرأة العالمي
في الثامن من شهر آذار من كل عام تحتفل بلدان العالم باليوم العالمي للمرأة ( International Woman’s day) وتقام فيه العديد من الفعاليات على مدار شهر آذار بأكمله، لتلقى الضوء على إنجازات المرأة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتحتفل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في كافة البلدان بالمرأة إنجازاتها من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والجهات الخيرية والمؤسسات التعليمية و الاتحادات النسائية، ووسائل الإعلام التي تنقل العالم بهذا اليوم. – وتختار العديد من المجموعات في مختلف بلدان العالم موضوعات تختلف من عام لآخر لتحتل عناوينها صدارة الاحتفالية، وهذه الموضوعات تتصل بقضايا المرأة على المستوى العالمي والمحلي ويتمثل الاختيار لعنوان موضوع الاحتفالية باليوم العالمي للمرأة في إطار الشئون المحلية للبلدان، مثل: اختيار البرلمان الأوروبي العنوان التالي في عام 2012 الأجور المتساوية للأعمال ذات القيمة المتساوية “.
تعاني المراة في المجتمعات العربية من التعنيف والاغتصاب والتحرش والابتزاز دون ان يكون هناك ايّ قانون رادع، وقد تعرض عدد كبير من النساء للضرب المبرح ما ادى الى مقتلهن دون اي ذنب كعارضة الازياء زينة كنجو التي خسرت حياتها خنقا على يد زوجها وهو ما زال حرا طليقا؛ كما تعرضت بعض النساء للقتل بسبب عقلية الرجل المتملّك كجريمة بلدة انصار التي راح ضحيتها ام وبناتها الثلاث; ورغم ان المجرم ارتكب جريمته عن سابق اصرار وترصّد الا ان العدالة الغائبة قررت احالة المجرم الى الطبيب النفسي!! واخيرا وليس آخرا، جريمة قتل السيدة منى العاقوري التي قتلت رميا بالرصاص على يد زوجها أمام بناتها لانها انتفضت على واقعها ورفضت العيش ذليلة تحت وطاة تعنيف زوجها لها.
لا يقتصر تهميش المراة وظلمها عند هذا الحد، فعلى الرغم من اننا في القرن الحادي والعشرين الا ان النساء لا زلن محرومات من ابسط حقوقهن المتمثلة بالحق في التعلم والحرية والتعبير عن آرائهن والاستقلالية المادية.
ومع ان الاديان جميعها اوصت بالمراة حيث جاء في الحديث النبوي الشريف “الا واستوصوا بالنساء خيرا”، وكما اوصت المسيحية بالمراة حيث جاء في احدى رسائل الرسل :”ايها الرجال، احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها” (رسالة بولس الرسول الى اهل افسس 25:5)، الا ان معاناة المراة تستفحل يوما بعد يوم بغطاء من رجال الدين.
وهنا يبقى السؤال، كيف لمجتمع يدعي التدين والايمان ان يهين المراة ويعرضها لاقبح انواع الاستغلال، الفمع والاذى تحت راية الدين الذي حمى المراة واوصى بها؟
يبقى يوم المراة العالمي يوما رمزيا ليذكر العالم بعطاءات المراة التي لا حدود لها لعل وعسى ان تنتهي معاناة المراة وان تتلقى التقدير الذي تستحقه في المجتمعات العربية والمجتمع اللبناني لتحقيق الرقي والتقدم