الهايبوفوبيا… تعريفها وعوارضها
ما هي الهايبوفوبيا؟
قد لا تكون كلمة هايبوفوبيا مألوفة لك، لكنك ستفهم معناها بالتأكيد، فمصطلح “hypengyophobia” مشتق من الكلمة اليونانية “hypengos” التي تعني المسؤولية، وكلمة “phobias” وتعني الرهاب والخوف غير العقلاني المتواصل من موقف أو نشاط معين. في الواقع، إن رهاب المسؤولية هو خوف غير منطقي ومبالغ فيه من المسؤولية، حيث يميل المصاب إلى الخوف من تخيل نفسه ببساطة في موقف يتعين عليه فيه اتخاذ القرارات أو تحمل المسؤولية، فهو الخوف الذي يمنع الشخص من تحمل المسؤولية عن أي نوع من النشاطات أو القرارات
كيف تعرف أنك مصاب بالهايبوفوبيا؟
هناك عدة صفات يمكنك من خلالها أن تعرف هل أنت حقًا مصاب برهاب المسؤولية أم لا، فأهم ما يميز هذا الرهاب هو الميل إلى الهروب من المواقف التي تتطلب تحمل المسؤولية ولكنها لا تمثل بشكل عام أي نوع من أنواع التهديد، ويتميز أيضًا رهاب المسؤولية بالقلق عند التفكير في المسؤوليات مع عدم القدرة على التعامل مع هذا القلق، وتجنب المسؤوليات باستمرار، وغالبًا ما يكون سلوك الهروب هذا مصحوبًا بأمراض جسدية، مثل الغثيان والقيء والتعرق المفرط.
نوعان من العلاج بإمكانهما أن يخففان من رهاب المسؤولية
وللتخلص من رهاب المسؤولية، هناك العديد من أشكال العلاج المختلفة التي يمكن أن تساعد بشكل كبير في تحسين العديد من أعراض هذا الرهاب، و تتضمن بعض هذه العلاجات: العلاج بالتعرض، والعلاج السلوكي المعرفي (CBT) ، وبعض الأدوية النفسية. يعد علاج التعرض أحد أكثر أشكال العلاج شيوعًا للأشخاص الذين يعانون من الرهاب، حيث يعمل علاج التعرض من خلال جعل المعالج يعرض المريض تدريجيًا لخوفه خلال فترة زمنية معينة، وفيما يتعلق برهاب المسؤولية، فقد يعرض المعالج المريض لخوفه من المسؤولية من خلال تثقيفه حول موقف سيكون مسؤولًا فيه. هذا للمساعدة في إزالة حساسية المريض من خوفه من خلال تعريضه له بشكل متكرر، لأنه من الناحية النظرية، كلما تعرض شخص ما لشيء يخافه، قل انزعاجه منه بمرور الوقت.
أما العلاج المعرفي السلوكي فهو شكل آخر شائع جدًا من العلاج الذي يستخدم غالبًا لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق العام ( GAD ) واضطراب الوسواس القهري( OCD ) ، بالإضافة إلى حالات أخرى. علاوة على ذلك، قد يكون فعالًا أيضًا في المساعدة على علاج الأشخاص الذين يعانون من الرهاب مثل رهاب المسؤولية، حيث يعمل العلاج المعرفي السلوكي من خلال مساعدة المعالج للمريض على اكتشاف سبب تفكيره وشعوره وتصرفه بالطريقة التي يتصرف بها فيما يتعلق بخوفه.
ويمكن لأي شخص يعاني من رهاب المسؤولية أن يشارك في العلاج السلوكي المعرفي لأن فهمه لسبب خوفه سوف يساعده على اتباع نهج أكثر واقعية عند التفكير في خوفه من المسؤولية.
إذا هربت مرة من مسؤولية ما فهل هذا يعني الاصابة بالهايبوفوبيا؟
ربما نمر جميعًا موقف نفضل فيه الهروب من مسؤولية ما، فهل حينها من الممكن أن نعد أنفسنا مصابين أيضًا برُهاب المسؤولية؟ في الواقع لا، فهناك فرق دقيق ولكنه مهم بين عدم الرغبة في تحمل المسؤولية والخوف من تحمل المسؤولية. الأول ينطوي على تحليل عقلاني للتكلفة والعائد يقودك إلى استنتاج أن المخاطرة لا تستحق العناء، والآخر ينطوي على اللاعقلانية.
إذا كنت لا تريد أن تفعل شيئًا ما، فقد يتهمك الناس بالخوف من المسؤولية، وهذا يمكن أن يكون تكتيكًا خادعًا لجعلك تفعل أشياء لا تريد القيام بها. في الواقع لا أحد يريد أن يُنظر إليه على أنه غير مسؤول، لذلك عندما نُتهم بالخوف من المسؤولية، فمن المحتمل أن نخضع لضغوط الرغبة في الظهور بمظهر المسؤول، ولكن في النهاية، يجب أن تكون واعيًا بما يكفي لتعرف ما تفعله ولماذا تفعل ذلك، أو ما لا تفعله ولماذا لا تفعله.