حالة من التخبط الشديد تعيشها القاعدة الشعبية للحزب الشيوعي اللبناني بعد المواقف الأخيرة لأمين عام الحزب حنا غريب.
فبعدما صدح صوته مراراً وتكراراً ضد الطبقة السياسية الحاكمة مستغلاً اوجاع اللبنانيين وفقرهم ومطالبهم المحقّة، واهماً اياهم باستقلاليته ونزاهته وحياده، عاد أمين عام الحزب الشيوعي حنا غريب ليخلع رداء الثورة ويُغرّد مدافعاً عن “حزب الله” مشيطناً كل الأصوات الداعية لنزع سلاحه على أنها تهدف للتطبيع من إسرائيل، ليعود ويتراجع ويحذف تغريدته بعدما تعرّض لنقد لاذع من ناشطين ومغردين عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
وأكد الغريب مبدئية موقفه في خطابه الذي القاه في المهرجان الذي أقامه ما تبقى من الحزب الشيوعي الاسبوع الفائت
الغريب في كلمة غريب، أن سلاح المقاومة جزء من قوى التغيير. أما منتقديه فهم خونة وعملاء. فالسلاح منزّه عن السلطة. هو سلاح للمقاومة وحسب، ولا يملكه حزب الله ويستخدمه شرقاً وغرباً ولا محلياً. وكل من يحمّل سلاح المقاومة، أي سلاح حزب الله (الشيوعي يفرق بينهما)، مسؤولية الانهيار، يريد فرض الشروط الأميركية والإذعان والخضوع والارتهان… إلى آخر معزوفة “الممانعة”، التي تكررت على لسان حنا غريب قائلاً: “ومن موقعنا كحزبٍ مقاومْ، حزبِ المقاومةِ الوطنية اللبنانيةِ، جمّول، نقول: إنَّ آخرَ من يحقُّ لهم الكلامُ وإلقاءُ مسؤوليةِ الانهيار على سلاحِ المقاومةِ هم الذين يريدون أخذَنا إلى التطبيعِ مع العدوِّ الصهيونيّ، وفرضَ الشروطِ الأميركية، وهو ما علينا مواجهتُه في إطارِ مقاومتِنا الوطنيةِ الشاملة ضد كلِّ أطراف هذه المنظومةِ الحاكمة المتمسكة ببقاء هذا النظام الطائفي وحمايته”.
وعاشت القاعدة الشعبية للحزب تخبط كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وانقسم الحزبيون بين مدافع عن الغريب ومهاجم له كما برزت مواجهات كلامية بين الشيوعيين الممانعين وبقية قوى الثورة.
وتسائلت أوساط متابعة، ما العلاقة بين تحريك ملف المناضل الأسير في السجون الفرنسية جورج عبدالله وبين اصطفاف غريب الى جانب حزب الله.
وكان المدير العام للامن العام بخلفيته المعروفة قد أعلن عن تحريك ملف جورج عبدالله واطلاق سراحه قريبا من السجون الفرنسية.